السبت، 8 نوفمبر 2008

!!! أنا عايز حور عين


قبل ستة أيام خرج الأخ العزيز محمد بلال لخطبة عروسه التي طالما تخيلها في أحلامه واشتاق إليها في يقظته ، فتم الأمر بحمد الله وتوفيقه و طلب منه أهل العروس إحضار أبيه وأخته لتناول الغداء معهم ، واستجاب الأخ محمد لهذه الدعوة وبات يحلم بهذا اليوم الذي يلقى فيه عروسه .


وجاء ذلك اليوم ، فخرج الأخ محمد وذهب إلى الحلاق فحلق شعره و هذب لحيته ، وذهب إلى المكتبة واشترى هدية لعروسه ، وثم بعد ذلك أحضر بطاقة ً ليكتب فيها إهداءً لها .


ووقف متحيراً : ماذا يكتب ؟ فسأل أحد أصدقائه : ماذا أكتب في هذه البطاقة ؟


فرد عليه ببساطة : اكتب ما تحس به . فكتب : اللهم كما جمعتنا في الدنيا ، فاجمعنا يوم القيامة في الجنة


ثم سكت وتنهد وقال : أناعايز حور عين !!


فقال له صاحبه : زوجتك أحلى في الجنة من الحور العين


فرد عليه محمد بنفس المؤمن الواثق في موعود مولاه : لأ .. أنا طمعان في الحور العين


ثم ذهب محمد وارتدى ثيابه الجديدة و أصبح كالعريس يوم زفافه وقال : هذا أسعد أيام حياتي


ثم ذهب مع أبيه وأخته وتناول الغداء مع عروسه وأهلها وعاد إلى بيته ودخل حجرته و نام على صوت القرآن


وعند أذان الفجر جاء والده ليوقظه للصلاة التي طالما اعتاد على أدائها في أول وقتها ، فنظر إليه محمد وابتسم .


فخرج الوالد ظاناً أنه سيلحق به إلى المسجد ، ثم عاد ووجد محمد كما هو في فراشه ، فأيقظه فإذا فاجعة الأب في ابنه إذ وجده قد فارق الحياة


فعلمت بهذا الخبر ، وذهبت في عجب شديد ووقفت أمام جثمانه في ذهول ، ثم جاء المغسل فرأيت عجباً !


رأيت إصبعه السبابة طيلة الغسل وكأنه يتشهد !!



ثم بعد ذلك كفناه وذهبنا به إلى المسجد ، فما رأيت جنازة موافقة للسنة كهذه الجنازة ! وامتلأ المسجد بالمصلين حتى يصلوا عليه


رحل محمد جميل الهيئة مهندم الشكل وكأنه يزف إلى بيت عروسه


فسبح عقلي وتذكرت كلمته وإصراره : أنا عايز حور عين !!

الأربعاء، 5 نوفمبر 2008

مدونة العاشقين .. لماذا ؟!

في يوم من الأيام كنت جالساً أنا وزوجتي
- إحم إحم : ليست زوجتي بالكلية ، إن شئت فقل ( زوجتي مع إيقاف التنفيذ ! ) لأني عاقد عليها ولم أبنِ بها بعد -
المهم أننا كنا جالسين نتصفح الإنترنت ، فتصفحنا مدونتها ومدونات بعض الشباب ، فأحسست أني وجدتُ ضالتي !
فبعد تخرجي من كلية الهندسة جامعة القاهرة ظللت أبحث عن منبر للتواصل مع الناس كما كان حالنا في الجامعة ، واشتقت إلى المنابر التي كانت متاحةً في هذا الصرح العظيم ..



اشتقت إلى ساحتها التي طالما اتخذناها منبراً لرفع راية الحق ، كما اشتقت إلى مسجدها الذي طالما ترددت أصواتنا بين جنباته مرشدةً للناس وآخذةً بأيديهم إلى طريق الله .. حتى مدرجاتها التي كما اتسعت للنظريات العلمية وقوانين الرياضيات اتسعت أيضاً لطرح النظريات الإصلاحية وقوانين التغيير .

وأحياناً يكاد يتفطر قلبي شوقاً إلى قبة الجامعة التي كنت أقف تحتها وأتحدث عما يجول بخاطري ، وأحياناً أحس أن هذه الأماكن تشتاق إليّ كما أشتاق أنا إليها ، وتحن إلى صوتي قبل أقدامي !
ثم أعود فأخاطب نفسي وأقول : و هل تراها تحنّ إليّ حقاً كما أحنّ أنا إليها ؟!
فتتبادر إلى ذهني صورة هذا الجذع الذي كان يخطب عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأتذكر أنه حنّ إليه حنيناً وصل إلى حد البكاء واشتاق إلى وقوفه عليه فلم يهدأ حتى ضمه إلى صدره الشريف ، فأوقن أن المنبر الدعوي لا بد يحن إلى الداعي عليه وإن لم يكن بعظمة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -
عندما تصفحت هذه المدونات أحسست أني وجدت ضالتي ، وخاصة أني وجدت أساتذة العمل الطلابي قد اقتحموا عالم التدوين ، فأردت أن أقتدي بهم كما يقتدي التلميذ بأستاذه ، فعزمت وتوكلت .
*****
لماذا سميتها مدونة العاشقين ؟

عندما عزمت وتوكلت ، لم أتردد لحظة في اختيار هذا الاسم الذي حيّر زوجتي ، و أخذت تنظر إليّ وهي مندهشة !
فقلت لها : أنا حقاً عاشق ..

عاشقٌ يعشق الفجر الذي يأتي وترفع فيه راية الحرية في بلادنا ، ويحكم فيه أهل القوة والصلاح ..

عاشق لفجر جديد تحل فيه قيود نفسي وتنطلق تنشر الخير والصلاح بين الناس ..

عاشق لفجر جديد يأنس فيه هذا القلب بالقرب من مولاه ، بل قل عاشق لساعةٍ بسَحَر يبيت فيها هذا الجسد ساجداً لله يأنس بمناجاته ..




عاشق لفجر أرى فيه شباب الدعوة يأخذون الأمر على عاتقهم بهمة وجدّ " يا يحيى خذ الكتاب بقوة "
باختصار .. أنا عاشق للفجر

فأنشأت هذه المدونة لتكون ملتقىً للعاشقين .. عاشقي الفجر




********
آمل أن تكون هذه المدونة ليست مجرد وعاء لكلام مكتوب وفقط ، بل آمل أن تصبح روحاً جديدة تسري في قلوب شباب هذه الأمة فتمنحهم زاداً للعمل ،وتثير لديهم قضيةً للحوار بل و تصبح منبراً لاتخاذ القرار
والله ولي التوفيق ...