قبل ستة أيام خرج الأخ العزيز محمد بلال لخطبة عروسه التي طالما تخيلها في أحلامه واشتاق إليها في يقظته ، فتم الأمر بحمد الله وتوفيقه و طلب منه أهل العروس إحضار أبيه وأخته لتناول الغداء معهم ، واستجاب الأخ محمد لهذه الدعوة وبات يحلم بهذا اليوم الذي يلقى فيه عروسه .
وجاء ذلك اليوم ، فخرج الأخ محمد وذهب إلى الحلاق فحلق شعره و هذب لحيته ، وذهب إلى المكتبة واشترى هدية لعروسه ، وثم بعد ذلك أحضر بطاقة ً ليكتب فيها إهداءً لها .
ووقف متحيراً : ماذا يكتب ؟ فسأل أحد أصدقائه : ماذا أكتب في هذه البطاقة ؟
فرد عليه ببساطة : اكتب ما تحس به . فكتب : اللهم كما جمعتنا في الدنيا ، فاجمعنا يوم القيامة في الجنة
ثم سكت وتنهد وقال : أناعايز حور عين !!
فقال له صاحبه : زوجتك أحلى في الجنة من الحور العين
فرد عليه محمد بنفس المؤمن الواثق في موعود مولاه : لأ .. أنا طمعان في الحور العين
ثم ذهب محمد وارتدى ثيابه الجديدة و أصبح كالعريس يوم زفافه وقال : هذا أسعد أيام حياتي
ثم ذهب مع أبيه وأخته وتناول الغداء مع عروسه وأهلها وعاد إلى بيته ودخل حجرته و نام على صوت القرآن
وعند أذان الفجر جاء والده ليوقظه للصلاة التي طالما اعتاد على أدائها في أول وقتها ، فنظر إليه محمد وابتسم .
فخرج الوالد ظاناً أنه سيلحق به إلى المسجد ، ثم عاد ووجد محمد كما هو في فراشه ، فأيقظه فإذا فاجعة الأب في ابنه إذ وجده قد فارق الحياة
فعلمت بهذا الخبر ، وذهبت في عجب شديد ووقفت أمام جثمانه في ذهول ، ثم جاء المغسل فرأيت عجباً !
رأيت إصبعه السبابة طيلة الغسل وكأنه يتشهد !!
ثم بعد ذلك كفناه وذهبنا به إلى المسجد ، فما رأيت جنازة موافقة للسنة كهذه الجنازة ! وامتلأ المسجد بالمصلين حتى يصلوا عليه
رحل محمد جميل الهيئة مهندم الشكل وكأنه يزف إلى بيت عروسه
فسبح عقلي وتذكرت كلمته وإصراره : أنا عايز حور عين !!